أعلنت الهيئة العامة للخدمات البيطرية الانتهاء من ذبح وإعدام ١٤٣ ألف رأس من الخنازير خلال الحملة القومية للوقاية من مرض أنفلونزا الخنازير والتى بدأت منذ ٣ أسابيع وسط تأكيدات رسمية بأن إجمالى الأعداد المتبقية من الخنازير فى مصر يصل إلى أكثر من ٢٠٠ ألف خنزير بزيادة تصل إلى ٤٠ ألفا عن إحصاءات وزارتى الزراعة والبيئة والتى قدرتها بنحو ١٥٦ ألف خنزير.
وأكدت مصادر رسمية بوزارة الزراعة أن عمليات الذبح والإعدام بمحافظتى القاهرة وحلوان توقفت بسبب عدم تسليم المربين الخنازير إلى مجزر البساتين التابع لمحافظة القاهرة وسط تأكيدات بمحاولة المربين استغلال المعارضة الدولية للقرار الجمهورى بذبح الخنازير لاستمرار الضغط على الحكومة لإلغاء القرار من ناحية ومحاولة التوصل إلى قرار بديل يتيح لهم نقل الخنازير لأى منطقة تقترحها الدولة أو الحصول على زيادة فى حجم التعويضات المقدمة لهم.
وفسرت مصادر أخرى توقف عملية التخلص من الخنازير بمحاولة الحكومة توضيح أنها وافقت على وجهة نظر منظمات الرفق بالحيوان والمنظمات الدولية المعنية لوقف الذبح مؤقتا ومعاودة تنفيذ القرار.
وفى سياق متصل علمت «المصرى اليوم» أنه من المقرر أن تناقش المنظمة العالمية للصحة الحيوانية المعروفة بـOIE خلال اجتماعها غدا فى العاصمة الفرنسية باريس الإجراءات المصرية للتخلص من الخنازير على هامش اجتماعاتها وسط تأكيدات بمحاولة العديد من المنظمات الدولية المعنية بالرفق بالحيوان الهجوم على قرار الحكومة بالتخلص من الخنازير رغم أنه لم يثبت حتى الآن أنها السبب فى انتشار الفيروس المسمى بـH١N١.
وقدمت المنظمة العالمية لحماية الحيوان المعروفة اختصارا بـWSPA اقتراحا للحكومة المصرية يتضمن نماذج تربية الخنازير فى المناطق المقررة لتربية الخنازير بعد عامين من الآن بالإضافة إلى عرض نماذج مصورة للمزارع المقترحة وطريقة التربية الصحيحة طبقا للمعايير الدولية للرفق بالحيوان مع المطالبة بضرورة مراقبة دولية لاماكن التربية المقترحة فى حالة موافقة مصر على الدعم الذى ستقدمه المنظمات الدولية المعنية لهذا الغرض.
ومن جانبه أكد الدكتور طالب مراد الخبير الدولى فى الأمراض الوبائية والمستشار السابق للصحة الحيوانية بمنظمة الأغذية والزراعة «الفاو» أن قرار مصر بالتخلص من الخنازير قرار سياسى لا يحق لأى منظمة دولية أن تتدخل فيه طبقا لمبادئ هذه المنظمات مشيرا إلى أنه رغم ذلك فإن الأحداث الأخيرة على المستوى الدولى أوضحت أن المنظمات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة بدأت تتدخل فى بعض القضايا الداخلية للدول وتتجاوز الخطوط الحمراء.
وقال مراد لـ«المصرى اليوم» إنه رغم أن الدولة لها الحق فى اتخاذ القرار الذى يناسبها للحفظ على الصحة العامة لمواطنيها إلا أن هناك العديد من الملاحظات التى لا يمكن تجاهلها وهى أنه رغم أن تربية الخنازير لم تكن بالمعايير الصحيحة إلا أن القضاء عليها يجب أن يكون بطريقة إنسانية، كما لا توجد دولة فى العالم قتلت الخنازير بسبب مرض أنفلونزا الخنازير لأنه لم يثبت انتقاله من الخنازير إلى الإنسان حتى الآن.
