يبدو أننا أخطأنا جميعاً فى الإعلان عن عقوبة عصام الحضرى الوهمية حتى الآن، فلا مصدر للخبر ولا أوراق أو مكاتبات، وكل ما فى الأمر أن أحد الأصدقاء له صلة بالبعض داخل الاتحاد الدولى علم من خلال اتصال تليفونى أن عقوبة الحضرى ستكون الإيقاف والغرامة أو كما نشر،
وبدلاً من أن ننتظر وندقق المعلومة ذهبنا جميعاً وراء السبق الصحفى والإعلامى ونفنّنا فى توقع الأحداث التالية، بل إن البعض وصل إلى المطالبة بإعادته إلى مصر ومحاكمته من جديد وهو الذى يحاكم يومياً من كل الطوائف عبر المواقع والمنتديات، والقضية ليست فى صحة الخبر من عدمه، ولكن فى طريقه الخبر نفسه، فبعد مرور شهر تقريباً لم يصل شىء رسمى لاتحاد الكرة المصرى أو النادى الأهلى يؤكد العقوبة وهو ما يثير علامات التعجب والاندهاش، فهل دولاب العمل فى الفيفا يسير بهذا البطء الشديد؟
وهل إعلان عقوبة لاعب يستدعى الانتظار لمدة لا تقل عن شهرين؟! وهل هذا اللاعب سيتوقف عليه إلغاء مثلاً بطولة من بطولات كأس العالم! أم أننا جميعاً تسرعنا فى التصديق لرسائل الـS.M.S التى ملأت مصر فى دقائق معدودة، أو أن المنظومة نفسها اختلفت فى مصر لدرجة أن الشائعة أصبحت حقيقة دون تحر أو تدقيق.
ورغم أن موقفى معلن منذ زمن بعيد فى قضية الحضرى إلا أننى أجد أن الكل ظلمه فى هذه النقطة بالتحديد ولكن هذا يجرنا إلى موضوع غاية فى الأهمية، وهو كيف تتعامل مع الخبر، وهل يكفى أن يخرج علينا شخص بنبأ أو استنتاج فيصبح حقيقة لا محالة، ونجرى جميعاً خلفها، وما أكثر ذلك الآن فى الإعلام المصرى، فنحن نتعامل مع أشباه الأخبار على أنها خبر مؤكد وعليه نبنى احتمالات وقرارات وبكل أسف لا نملك شجاعة الاعتذار عند وقوع الخطأ ويكفى مثلاً حرب الشائعات التى نعيشها منذ زمن فى نادى الزمالك،
فالجميع أصبحوا لصوصاً والملفات تباع على أرصفة الزمالك وتحتوى على قضايا واتهامات لو صحت واحدة منها لأدت بأصحابها إلى غياهب السجون لسنوات طويلة والشائعات سلاح طال الجميع لمجرد الاختلاف مع شخص واحد أو السير فى الاتجاه الصحيح بينما يسير هو دائماً فى طريق فاسد ومسدود ولا قيمة له ومع ذلك لا تقرأ أو تشاهد كلمة واحدة لإدانة هذا السلوك بل إن البعض يدافع عنه والبعض الآخر يصفه بالمرعب والبعض يختفى خوفاً من فضيحته،
أو أن يأتى ذكره فى برنامج أو مقابلة أو كتاب وهى البدعة الجديدة فى انتخابات الزمالك فقد كنا زمان نرى كتباً عن الإنجازات والفضائل والبرامج الانتخابية، أما الآن فأصبحت الكتب تحمل عناوين غريبة، يتهمون فيها الكل باللصوصية والسرقة والدعارة، وكذلك بالكفر والإلحاد ويبدو أن الطبعة المقبلة ستكون أسوأ بكثير،
ولا أعلم ما العلاقة بين هذه المسميات وانتخابات ناد، وما علاقة عضو نادى الزمالك بهذه المهاترات والمشاحنات، فالذى أعرفه أن عضو الجمعية العمومية يسأل عن الخدمات داخل النادى ويسأل عن أحوال الفرق الرياضية، ويسأل عما يمكن أن يقدمه له أعضاء مجلس الإدارة نظير عضوية، وليس نظير صوته لأنه دفع أموالاً طائلة للاستمتاع هو وأسرته بمرافق النادى بالكامل،
وأيضاً لكى يلحق ابنه أو أحد أفراد أسرته بأى من الألعاب الرياضية، وأخيراً لكى يفرح مع الجميع بانتصارات ناديه فى كل الألعاب، هذا هو ما يهم عضو النادى، أما الخروج عن النص والصوت العالى والذهاب إلى المحاكم والنيابات، وجعل سمعة النادى على كل لسان، فهذا هو العيب، فلا يعقل أن يقترن اسم الزمالك بكل هذه المهاترات ولا يمكن لعضو الجمعية العمومية للزمالك أن يقبل أن يظل ناديه مجالاً للصراعات والاتهامات والمحاكم والنيابات.
■ ■ ■
أحسنوا وداعى وأنت كمان.. أربع كلمات متبادلة بين مانويل جوزيه، مدرب الأهلى، المستقيل، ولاعبيه الغاضبين، غيرت تماماً من شكل وأداء النادى الأهلى فى المباراتين الأخيرتين، فالرجل الذى أعلن عن الرحيل فى نهاية هذا الشهر بعد رحلة استمرت ٥ أعوام مع الأهلى اكتشف أن بعض اللاعبين فى حالة غضب وعدم رضا عنه، وهو أمر طبيعى فى عالم كرة القدم، فأنت تملك ما يقرب من ثلاثين لاعباً يشارك منهم ١١ فقط،
لذلك فلديك فى كل مباراة عدد لا بأس به من الغاضبين، ولكن لأن الرجل لا ينقصه الذكاء نجح بدهاء شديد فى استثمار اللحظات الأخيرة له مع النادى الأهلى فأبرم أكثر من وثيقة صلح مع اللاعبين فعاد أحمد بلال إلى التشكيلة الأساسية وتبعه أسامة حسنى ثم عاد أحمد حسن فرج إلى دكة البدلاء بعد طول استبعاد وتغيرت المعاملة تماماً مع الجميع قبل الرحيل فهو يريد أن يخرج من مصر حاملاً بطولة الدورى العام وهى التى كانت فى حوزته لولا أخطاء تحدثنا عنها كثيراً فى حينها ولم يسمعنا أحد، ولكن لأن الرصيد أوشك على النفاد فقد تراجع الكل عن المواقف الصعبة والعنيدة واعترفوا بالواقع،
لذلك تغير الحال ولم تعد هناك حالة الاحتقان، التى استمرت لفترة ليست بالقصيرة ولأننا شعب شديد العاطفة وننسى بسرعة غريبة، أتوقع أن تستمر حالة الوداع الجميلة بين جوزيه واللاعبين، وبالتأكيد سيكون الفائز الأول فيها هو الأهلى وجماهيره وعشاقه والباقى طبعاً أكيد عارفينه.
■ ■ ■
بالصدفة استمعت إلى الزميل خالد لطيف، عضو مجلس إدارة الزمالك الأسبق والمرشح فى الانتخابات الحالية، فى حوار مع الزميل كريم شحاتة بالإذاعة، وسأله عن برنامجه الانتخابى القادم، فأجابه بمدى عشقه للزمالك وأنه توارث هذا الحب عن والده وجده الراحل العظيم محمد لطيف، وهو أمر طبيعى ونصدقه جميعاً، بل ونبصم عليه بالعشرة، ثم عاد كريم وسأله عن البرنامج الانتخابى فأسهب لطيف فى شرح أسباب انضمامه لقائمة مرتضى منصور، وكيف أنهم كانوا يسهرون للفجر فى اجتماعات مجلس الإدارة للارتفاع بمستوى نادى الزمالك وعودة البطولات إليه،
والحقيقة أننى لم أستطع أن أملك نفسى من الضحك، فأنا أعرف مثلاً أن السهر للصباح عندما تكون فى امتحانات آخر العام والوقت أصبح ضيقاً فتصل الليل بالنهار، وتضطر للتقليل من ساعات نومك من أجل تحصيل أكبر كم من المواد، ولكن فى حالة نادى الزمالك الوضع مختلف، فالوقت متسع بشدة، واليوم يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية عشرة ليلا، يعنى حوالى ١٤ ساعة، وكل مجالس الإدارات المحترمة تعقد ما بين الواحدة ظهراً والسادسة عصراً، واستثناء قد يمتد اجتماع واحد على مدى العام كله لأوقات متأخرة، هذا هو الطبيعى،
أما غير الطبيعى، فهو أن تبدأ الاجتماعات فى الثالثة فجراً دون جدول أعمال أو دعوة أعضاء مجلس الإدارة، وغير الطبيعى أن تنام ومدرجات الزمالك موجودة ثم تستيقظ لتجد أنها قد أزيلت بالبلدوزر فجراً، أو أن تجد المبنى الإدارى، والذى شهد العظماء حسن حلمى ومحمد عامر وغيرهما، وقد انهار أيضاً بالبلدوزر دون حتى قرار مجلس إدارة أو تجد نائب رئيس النادى قد تم شطبه بعد الجلسة الثانية للنادى وعدم دعوته أو حضوره.
وأعود مرة أخرى وأكرر أنه قد أصبح واجباً على مجلس الإدارة الجديد للزمالك أن يحترم الجمعية العمومية التى اختارته وأن يضع برنامجاً انتخابياً محترماً يتم الالتزام به وإعلانه على الجميع، ولا أعتقد أنهم أفضل من رئيس الجمهورية نفسه الذى أعلن برنامجه الانتخابى على مدى ست سنوات وكل مدة يتم الإعلان عما تم إنجازه من هذا البرنامج، أما قصة أن الاجتماعات كانت تعقد فجراً حباً فى الزمالك فأرى أن حب الزمالك بالنهار يكون أفضل بكثير من الليل لأنه على رأى المثل «النهار له عينين أما الليل فستار يا لطيف».
■ ■ ■
بصراحة تعبت، لذلك لن أكتب عن المباراة الفاصلة، متى ستقام، هل يوم ٢٤/٥ أم يوم ١١/٦ أم أن الدورى سيتم اقتسامه بين الأهلى والإسماعيلى.. أمور من العيب أن نتكلم فيها، والموسم يكاد يلفظ أنفاسه وساعاته الأخيرة ونحن لا نعرف أين ومتى ستقام مباراة تحديد بطل الدورى العام.. ربنا معاك يا حسن يا شحاتة.