أكد عدد كبير من أطباء الأورام على مستوى العالم أن مرض «سرطان الكبد» يأتى فى المرتبة الثالثة للأسباب المؤدية إلى الوفاة عالميا، مشيرين إلى أن المرض يصيب الرجال بمعدل ثلاثة أضعاف إصابة فى النساء.
وقالوا، خلال المؤتمر العلمى الدولى المنعقد حاليا فى العاصمة الألمانية برلين، للإعلان عن أحد العقاقير المكتشفة للشفاء من «سرطان الكبد»، إن نسبة الإصابة بالمرض وصلت إلى معدلات مرتفعة فى عدد كبير من الدول، فى الوقت الذى تتناقص فيه النسبة العامة لظهور حالات الإصابة و أعداد الوفيات فى الولايات المتحدة الأمريكية،
لافتين إلى أن غالبا ما تكون الأورام فى هذا المرض «صامتة» ولا تصاحبها أى أعراض، ولكنها تكتشف مصادفة من خلال الموجات الصوتية أو من خلال ارتفاع مفاجئ فى تحاليل دلالات الأورام.
وأضافوا أن المرض يؤدى إلى وفاة نحو ٥٧ ألف شخص فى أوروبا، و٣٢٢ ألفاً فى الصين، و٣٦٠ ألفاً فى اليابان، و١٣ ألف حالة فى أمريكا، موضحين أن خطورته تكمن فى أنه أكثر الأنواع التى تسبب الوفاة فى وقت قصير، وعادة ما يحدث فوق سن الخمسين عاما.
وأشار الدكتور روبرت روزن، مدير قسم الأمراض السرطانية بإحدى الشركات الألمانية، أن «سرطان الكبد» يعد أكثر أنواع السرطان انتشارا، والمسؤول عن نحو ٩٠% من حالات أورام الكبد الأولية الخبيثة فى البالغين، موضحا أن معظم الحالات المرضية لهذا النوع من أمراض السرطان، تتطور بشكل سيئ، حيث إن أعراضه لا تظهر إلا فى المراحل المتأخرة منه.
وعن ماهية سرطان الكبد وكيفية الوقاية منه، أوضح الدكتور شوقى بازارباشى، رئيس قسم الأمراض السرطانية بمستشفى الملك فيصل التخصصى بالرياض، أن هناك ثلاثة أنواع لسرطان الكبد هى سرطان الخلية الكبدية وسرطان القنوات المرارية وسرطان الكبد الدموى، والنوعان الأخيران أقل انتشارا،
لافتا إلى أن هناك نوعا رابعاً ويطلق عليه «الثانويات»، التى تصل عن طريق الدم والأوعية الليمفاوية من ورم سرطانى فى أى جزء آخر من الجسم مثل المعدة و القولون والثدى والرئة لتستقر فى الكبد.
وأكد أن «الوقاية» هى أولى خطوات العلاج وذلك بتجنب مسببات المرض، مطالبا بالتطعيم ضد الفيروس الكبدى (ب)، وعلاج حالات الالتهاب الكبدى المزمن (بى، سى)، ومتابعة حالات التليف بشكل دورى عن طريق الموجات الصوتية وتقييم نسبة «الألفافيتوبروتين» بالدم للتشخيص المبكر للسرطان، والامتناع عن التدخين وتناول الكحوليات، وتفادى استخدام العقاقير، خاصة الهرمونية بشكل عشوائى.
من جانبه، أشار الدكتور جمال عصمت، رئيس الاتحاد العالمى لأورام الكبد، إلى أن الاكتشاف الجديد واسمه العلمى «إيسورافينيب» عبارة عن حبوب تعطى بالفم، معتبرا إياه يمثل تطورا كبيرا فى علاج سرطان خلايا الكبد المتقدم الأكثر انتشارا حول العالم ولا يبقى مرضاه على قيد الحياة غالبا أكثر من خمس سنوات